خطوة بخطوة: مراحل تطور الطفل

آخر تحديث 17.05.23

تقييم التطور هو أحد الإجراءات التي تتم في مركز الأم والطفل (تيپات حَلاڤ). ما هو المُتوقع من الطفل، ما هو تأخّر التطور وماذا نفعل عندما يكون هناك شك؟ أعددنا لكم دليل الحائرين

 

إذا جلستم لتناول القهوة مع مجموعة من آباء وأمهات الأطفال، فمن المُحتمل جدًا أن تتضمن المحادثات حول الطاولة مخاوف وأسئلة مثل: لماذا لم يزحف بعد؟ ولماذا وقف قبل أن يجلس؟ ولكن إذا جلستم حول الطاولة بعد بضع سنوات، فربما تبدو الأمور مختلفة بعض الشيء.


تقييم التطور هو أحد الأنشطة المُدرجة في الخدمة المقدمة في مراكز الأم والطفل (تيپات حَلاڤ)
- لذلك جلسنا مع مسؤول مجال مراكز الأم والطفل (تيپات حَلاڤ) في مكابي لإجراء محادثة مُكثفة، من أجل فهم نوع التطور الذي يجب أن يتوقعه الأهل في كل سنّ وما إذا كان هناك سبب للقلق عندما يشعرون أن طفلهم لا يواكب الوتيرة

 

إذن ما هي عملية التطور الطبيعية والنموذجية للطفل منذ ولادته وحتى سنّ 6 سنوات؟

نبدأ بأنّ الأطفال يُولدون مختلفين عن بعضهم البعض. تؤثر العديد من العوامل في تطورهم وشخصيتهم وتصورهم لعالمهم المستقبلي. العوامل المؤثرة هي وراثية وبيئية مثل: البيولوجيا، العائلة، البيئة التي يتطور فيها الطفل، المزاج الشخصي، العلاقات التي تتكون بين الوالدين والطفل، ردود أفعال الوالدين تجاه احتياجات الطفل، فرص التعلم والتجربة، ردود أفعال الطفل تجاه بيئته.


أحد أنشطة الممرضات هو تحديد الأطفال الذين لا يكون تطورهم ضمن نطاق أبناء جيلهم، وهنا تأتي مقولة أنّ لكل طفل وتيرته الخاصة - كيف يترتب ذلك؟


هذا صحيح، لكل طفل وتيرته الخاصة، ولكن هناك مدى زمني لأداء كل إجراء. ولذلك، يجب تحديد الأطفال الذين يتجاوز تطورهم هذا النطاق. الهدف هو تحديد في أقرب وقت ممكن الأطفال الذين لا يقع تطورهم ضمن نطاق أبناء جيلهم، من أجل التعزيز والتوجيه والتحويل إلى التشخيص والتدخل المبكّر، وبالطبع الاستجابة لشكوك أو مخاوف الوالدين.

 

كيف يتم إجراء التقييم؟

في كل زيارة، يُجرى تقييم للتطور مبني على سلسلة من اكتساب المهارات المختلفة مثل المهارات الحركية الدقيقة، والحركية الإجمالية، واللغة والمهارات الاجتماعية. سيُجرى التقييم قريبًا قدر الإمكان من السنّ المُوصى بها للمهارات المطلوبة. يتم إجراؤها في المركز، بهدف الاعتماد بشكل أساسي على مراقبة الطفل والوالد، وإذا لم يكن ذلك ممكنًا لأسباب مختلفة، يتم أيضًا استخدام استجواب وتبليغ من الوالدين.

 

ما هي الشروط المطلوبة لكي يكون التقييم موضوعياً؟

من المهم التأكد من أن الطفل يشعر بحالة جيدة، وليس جائعاً أو متعباً، وبالطبع توفُّر بيئة مناسبة، مثل درجة الحرارة المناسبة والأجواء اللطيفة. مكان الفحص مُتعلق بسنّ الطفل، ويمكن إجراؤه على فرشة، أو على الأرضية في مساحة آمنة، أو في حضن أحد الوالدين، أو حول طاولة منخفضة. يُجرى الفحص عادةً في غرفة الممرضة. من المهم الانتباه إلى نشاط الطفل المُلاحظ أيضًا في غرفة الانتظار أو في مكان آخر في مركز الأم والطفل (تيپات حَلاڤ).

 

لماذا يتم إجراء التقييم فعليًا في غرفة الانتظار؟

أحيانًا، عندما يدخل طفل يبلغ من العمر سنتين إلى غرفة الممرضة، قد يشعر بالضغط، والخجل، وقد يكون التعاون جزئياً، مما سيحدّ من انطباع الممرضة. في مثل هذه الحالة، يمكن إجراء التقييم في مكان محمي وموضوعي.

 

هل هناك عناصر أخرى تُؤخذ بالحسبان عند التقييم؟

بالطبع، تُؤخذ بالحسبان شروط إضافية مثل البيئة التي يتطور فيها الطفل، والثقافة واللغة.

 

ما الذي يُثير الخوف ومتى نُرسل لفحص إضافي؟

عندما نُلاحظ تراجعًا، أو عند وجود تبليغ من أحد الوالدين من خشيّة تأخُّر في التطور. يتم تحديد التراجع بشكل أساسي وفقًا لمراحل التطور النموذجية لكل سنّ. تُحوّله الممرضة لاستمرار الاستيضاح أيضًا في حال ملاحظة تأخّر بناءً على خبرتها وحدسها.

 

أين يُجرى استمرار الاستيضاح؟

تُحوّله الممرضة إلى طبيب مُعالج وهو بدوره سيُرسله وفقًا للنتائج إلى جهات إضافية مثل فحص السمع، أو فحص النظر أو معهد تطور الطفل. في المعهد، تُجرى علاجات مثل العلاج الطبيعي (فيزيوترابيا)، العلاج بالاتصال والعلاج الوظيفي.

 

عندما قلت إنّ التقييم يُشير أيضاً إلى العلاقة بين الوالد - الطفل، فما المقصود؟

هذا سؤال جيد ومهم. هل تذكرون أنّنا ذكرنا مُسبقًا العوامل الوراثية والبيئية؟ إذًا فإنّ العوامل البيئة هي علاقة الوالد والطفل. على سبيل المثال:
كيف يتفاعل الوالد مع نجاح الطفل، هل يتفاعل الوالد مع عدم النجاح، إلى أي مدى يقوم الوالد باللمس/العناق/التقبيل/المواساة، الاتصال البصري بينهما، هل ينظر الطفل إلى الوالد للحصول على تعليق بخصوص العمل الذي قام به

 

إذن السؤال المطلوب: كيف نرد على الوالدين المتوترين - آسف على العبارة المتداولة - الذين لا يفهمون كيف لا يستطيع طفلهم البالغ من العمر سنتين حل معادلة مع مجهول واحد؟

يبدأ كل فحص عندما تسأل الممرضة الوالد عن انطباعه بخصوص تطوّر طفله، وما الذي يتوقعه، وما الذي يُقلقه ولماذا.
نحاول فهم من أين يأتي الخوف ونحاول احتواءه. في هذه المرحلة، نعطي الوالدين معلومات موضوعية والتي تُشدد أنّ لكل مرحلة من مراحل التطور يوجد فئة عمرية.

 

ولكن قُلنا مُسبقًا إنّه توجد أهمية لحدس الوالدين؟

بالطبع توجد. ولكنّ ذلك مُتعلق بالحالة. إذا لم يكن هناك أساس للقلق بعد الفحص، فسنشرح ونوضح لهم أن الطفل يتطور بشكل طبيعي. سأشرح لهم وأُرشدهم دائمًا حول ما هو مُتوقع من أطفالهم بعد ذلك، أي ما أتوقعه من الطفل في الزيارة المُقبلة. وهكذا أيضًا في الزيارة التي تليها. من المطمئن معرفة ما يمكن توقعه، ولكن سيسمح لهم أيضا بتطوير الطفل بأنفسهم.

 

كيف ننقل التقييم إلى الوالدين؟

نبدأ دائمًا بنقاط القوة لدى الطفل ونتطرق فقط لاحقًا إلى أساسيات التطور التي تحتاج إلى الاهتمام والتطوير.
بشكل عام، من المهم أن يعرف الأهل أنّ كل المعلومات موجودة لدى ممرضة مركز الأم والطفل (تيپات حَلاڤ)، فهي المُختصّة في المجال، وتملك المعرفة والتأهيل والخبرة. ومن المهم أيضًا أن يعرفوا أنّ الهدف ليس البحث عن المشكلات أو اختبار الأطفال والأهل - بل الهدف هو العثور على تأخر في التطور قد يؤثر فيهم لاحقًا، ويُنصح معالجة ذلك في الوقت المناسب. لأنه في وقت لاحق سيكون من الصعب فعل ذلك. إنّ الممرضات في مركز الأم والطفل (تيپات حَلاڤ) سيكُنَّ دائما لصالح الطفل والوالد.

 

  • هذا المقال مأخوذ عن ميرا كولا، مسؤولة مجال مراكز الأم والطفل (تيپات حَلاڤ) في مكابي